بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن القصص التي في القرآن ليست بقصص للتسلية ، وكلما مررنا عليها نكتشف فيها المزيد من الموعظة والعبرة والحكمة الإلهية ، لكن في أحيان أخرى نقف حائرين مندهشين لأن بعضها يتنافى مع بعض عقائدنا ، وبعضها يتضارب مع العقل ، فنقع في الحيرة . لكن هل ننسى ما مررنا عليه أم سنبحث من هنا وهناك لعلنا نجد جوابا شافيا لهذه الإشكاليات . ومن هنا سأنطلق مع بعض الآيات الكريمة التي وجدت لبعضها إجابات والبعض الأخر لم أقتنع فيه بالجواب ، وبعض منه لم أجد له جوابا إلى الآن . وأنا أدعوكم لتكونوا معي وتشاركوني في هذا ، لعلنا نأخذ من بعضننا البعض ونزداد علما ببعض البعض .
وسأبدأ من هنا :
قال تعالى في محكم كتابه المجيد في سورة مريم :
(فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا )
تبين لنا هذه الآيات الكريمة حال مريم بنت عمران عليه السلام وهي في مرحلة المخاض والعجيب في هذه الآيات الكريمة أنها أمرت أن تهز بجدع النخلة ليتساقط إليها الرطب وهي على هذه الحال وليس معها أحد يتعهدها في حين أنها لما كانت في المحراب كان نبي الله زكريا عليه السلام كافلها وكان رزقها يأتيها من عند الله :
( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ )
- ما الذي اختلف على مريم عليها السلام حتى لا تنزل عليها مائدة من السماء أو يأتيها رزقها من السماء في حين أنها ستلد نبي ورسول تلك الأمة ومرحلة المخاض تعتبر من الأمور العظيمة عنده سبحانه ، فهل نقصت مكانتها يا ترى ؟.
هذا أحد الإشكالات التي وردت إلى ذهني ، والتي وجدت لها جوابا استطعت أن أجمعه من كثير من الآراء لأحصل بعدها على رأي واحد وسأدعكم لتفكرون فيه قليلا ثم أعود بعدها لأذكر ما توصلت إليه . وهذا يعني أن تكتب إذا كنت تحمل الإجابة . أو إذا كان لديك إشكالية أخرى حتى نرتقي معا في مفاهيم القرآن العميقة