السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العدل
ليس هناك كلمة أفضل من ( العدل ) قولاً وفعلاً .
فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان الحاكم , القائد , العادل بين الرعية وما سمي بالفاروق إلا
لأنه فرق بين الحق والباطل .
وحديثنا هنا عن صفات القائد العادل الذي لا يخاف في الله لومة لائم , فحين جاء القائد الفارسي للقاء أمير المؤمنين عمر تصور
أنه لابد وأن يقطع تلك المسافات الطويلة التي تحول بين الحاكم وشعبه وأنه سيعاني سلسلة الإجراءات الأمنية وأنه قد يحتاج
إلى مرشد إلى خرائط للوصول لحاكم المسلمين ,
ناهيك عن الطوابير الطويلة التي تدعو للملل وتضطر الإنسان إلى الانتظار لساعات أو أيام أو شهور , وقد يرجع كما آتى بسبب
البطانة التي غالباً ما تحيط بالحاكم
وتعزله عن رعيته .
لكن القائد الفارسي لم يجد شيئاً من هذا عند أمير المؤمنين عمر الذي ساوى بين الرعية وفتح بلداناً كثيرة وخضع له ملوك الأرض .
لم يجد سوى صبي صغير سأله عن قصر الخليفة , فأشار الصبي إلى بيت بسيط وتصور
أن الصبي يمزح فكاد أن ينهره قبل أن يسأله وأين أجد أمير المؤمنين ؟
فأشار الصبي إلى موضع نخلة قريبة حيث كان ينام عمر تحتها لا يستره سوى ثوب متواضع
وتعجب قائد الفرس من هذا الخليفة الذي ينام في العراء دون حاشية أو حراس فوقف متأملاً
هذا المشهد المهيب ولم يجد تعليقاً على ما رآه سوى أن يتمتم لنفسه بمقولته الشهيرة
(( عدلت .. فأمنت .. فنمت ياعمر ))
نقل عن أحد الكتاب