مسكينة.....
يبدو على وجهها خطوط الزمن وتجاعيد الايام كم حملت على ظهرها الهموم حتى غدا منحنيا
كالعرجون القديم ..دخلت غرفتها القديمة كل شئ فيها قديم ..السرير...الغطاء...الثياب...المبخرة...
كل شئ فيها قديم حتى هى قديمة .
استرخت على سريرها وطلقت من صدرها زفرة حدثت نفسها وقالت...
((رحمك الله يا ابا سامى تركتنى وحيدةفى هذا الزمن العاق مع هذا الابن العاق ...اة لو تعلم ماذا يفعل ابنك بامة اتذكر يا ابا سامى كم تعبت فى حملة تسعة اشهر كلها الم وتعب ووهن ومن ثم وقت الولادة وهو يشبة خروج الروح ....اتذكر يا ابا سامى كم فرحنا بولادتة ورجونا الله عز وجل ان يكون صالحا
اتذكر كم كنا نجوع لنطعمة ونعرى لنكسوة.. لقد كنت تلبى جميع مطالبة رغم انها كانت كثيرة...
رحمك الله يا ابا سامى لقد كنت رحيما وحنونا معة.............))
وبينما الام المقهورة ام سامى كانت تتذكر ايامها السعيدة مع زوجها الراحل فتح الباب بشدة وهو غاضب وقال((اغسلى هذا الثوب فهو متسخ)) ردت علية وقالت ((اننى متعبة اليوم يا بنى سوف اغسلة غدا ان شاء الله)) امسك يدها وضربها القاسى.. واوقفها بالقوة مسكينة فقد كانت سريعة الدمعة((الا تكفين عن البكاء)) قالت وهى تخفى دمعتها ((هات ثوبك ..سوف اغسلة الان يا بنى))
ومضت المسكينةتسحب رجليها وتتعثر بخطاها..دموع عينها تتساقط على ثوب العقوق..
يخرج من صدرها زفرات ومن قلبها اهات لسانها يتحرك سوف تدعى على العاقدعوة تفتح لها ابواب السماء دعوة ام مظلومة ليس بينها وبين الله حجاب دعوة تفسد على العاق دنياة واخرتة لسانها يتوقف
فقلبها حنون تمسح دمعتها وتبلع ريقها تتمتم فى خشوع ((الله يهدية)) اما هو فدخل غرفتة كالشيطان ثم غلق الباب بقوة فدوى صوتة فى اركان البيت نام مثل الدابة::
وابتدا شريط الاحلام ..حلم بان امة قد ماتت..الناس يعزونة وهو غير مصدق ..دموعة كالسيل ..يحملونها الى المقبرةالناس كثيرون يشيرون الية ويتهامسون ويتهمونة بعذاب امة ويقولون لقد ارتاحت من الابن العاق ((من ينزلها الى المقبرة)) تقدم طردوه ..وابعدوه تركوا الجنازة واخرجوه خارج المكان باكملة طردوه خارج الدنيا فاق من نومتة مذعورا...صرخ لا تموتى ..وارفقى بى يا حبيبه انظرينى
اعذرينى سامحينى امهلينى يا حنونة لا تموتى وانظرى ماذا سافعل ساقبل راسك الحانى سوف اضع وجهى تحت هذين القدمين ..كم جزيتكبعد وهنكالوان العقوق كم صرخت بوجهك الصافى الرقيق
كم تكلمت على هذا القلب الشفيق ويح نفسى ما افظع ذنبى .. اعذرينىوسامحينى وعودى وعندما تلقينى سوف تنسين الدموع الحارقة سوف تنسين يدى الخاطئة لن تلقى اليوم ضربا او عذابا لن تلقى
اليوم شتما او سبا لن اقول بعد اليوم اف...... ساصلى سوف امضى للصلاة سوف اخذ مصحفا اتلو منة فيفيض الدمع من عينى.. امى اذبحينى ..اقتلينى ..ولكن قبل ذلك سامحينى..
لا تموتى ......لا تموتى.....
تدخل امة باكية..تفتح النور .. التوبة بيدها تصرخ..((سامى ابنى حبيبى ..انا لم امت ..ماذا اصابك يا بنى))
((لم تموتى احقا لم تموتى سانحينى يا امى كم كنت قاسيا معكى كم شتمتك كم ضربتك سامحينى ارجوكى سامحينى)) ((سامحتك يا بنى)) وتقول وهى تدعو ربها ((الهى سيدى ومولاى ..هذا ابنى تقدم اليك بالتوبة ارجوك تقبل منة))
وينهض الابن ويقبل يد امة ويندم على ما فعل ويتوب الى الله ...................
منقول