قال تعالى
( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) القصص
تسائل المفسرون عن الحال أو الّسنّ الذي كان فيه موسى لمّ ألقته أمّه في اليمّ الذي هو نهر النيل--
فنقل الطّبري بعض أقوالهم من مثل
#
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله: (أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ) قال: إذا بلغ أربعة أشهر وصاح، وابتغى من الرضاع أكثر من ذلك (فَأَلْقِيهِ) حينئذ (فِي الْيَمِّ) فذلك قوله: (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ).
فهذا رأي --ألقته بعد أربعة أشهر من ولادته
#
حدثني موسى بن هارون, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السدي, قال: لما وضعته أرضعته، ثم دعت له نجارا، فجعل له تابوتًا، وجعل مفتاح التابوت من داخل, وجعلته فيه, فألقته في اليمِّ.
وهذا رأي آخر--ألقته مباشرة بعد ولادته
#
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن أبي بكر بن عبد الله, قال: لم يقل لها: إذا ولدتيه فألقيه في اليمّ, إنما قال لها: ( أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ) بذلك أُمرت, قال: جعلته في بستان, فكانت تأتيه كلّ يوم فترضعه, وتأتيه كلّ ليلة فترضعه, فيكفيه ذلك. )وهو رأي ثالث بأنّها لم تلقه في اليّم
فقال الطّبري معقبا على أقوالهم
(وأولى قول قيل في ذلك بالصواب, أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر أمّ موسى أن ترضعه, فإذا خافت عليه من عدو الله فرعون وجنده أن تلقيه في اليمّ. وجائز أن تكون خافتهم عليه بعد أشهر من ولادها إياه; وأيّ ذلك كان, فقد فعلت ما أوحى الله إليها فيه, ولا خبر قامت به حجة, ولا فطرة في العقل لبيان أيّ ذلك كان من أيٍّ, فأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال جل ثناؤه، )
وهو قول حقّ ففي الأمور المغيّبة عنّا نتقيّد بحرفيّة ما ورد في القرآن الكريم--
لاحظوا قوله "فأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال جل ثناؤه،"
--------------------------------------------------------------------------