رسل ملك الموت
ورد في الخبر:أن بعض الأنبياء عليهم السلام قالوا لملك الموت عليه السلام :أمالك رسول تقدمه بين يديك ليكون الناس على حذر منك؟قال:نعم لي والله رسلي كثيرة من الاعلال والأمراض والشيب والهموم وتغير السمع والبصر,فإذا لم يتذكر من نزل به ذلك ولم يتب,فإذا قبضته ناديته:ألم أقدم إليك رسولا بعد رسول ونذيرا بعد نذير؟فأنا الرسول الذي ليس بعدي رسول,وأنا النذير الذي ليس بعدي نذير.فما من يوم تطلع فيه شمس ولا تغرب إلا وملك الموت ينادي:ياابناء الأربعين ,هذا وقت اخذ الزاد,أذهانكم حاضره وأعضاؤكم قويه شداد.ياابناء الخمسين قد دنا وقتالأخذ والحصاد .ويا أبناء الستين نسيتم العقاب وغفلتم عن رد الجواب فما لكم من نصير(أولم نعمركم مايتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير).
وروي أن ملك الموت عليه السلام جاء إلى إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن عز وجل ليقبض روحه .فقال إبراهيم :ياملك الموت هل رأيت خليلا يقبض روح خليله؟فعرج ملك الموت عليه السلام إلى ربه فقال قل له:هل رأيت خليلا يكره لقاء خليله؟فرجع فقال أقبض روحي الساعة.
وروي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال من أنت ؟فقال من لايهاب الملوك ولا تمنع منه القصور ولا يقبل الرشا,قال:فإذا أنت ملك الموت.قال: نعم.قال:أتيتني ولم استعد بعد؟قال :ياداود أين فلان قريبك؟أين فلان جارك؟قال:مات,قال أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد.
وللفقيه أبي عبد الله بن أبي ذمنين رحمه الله تعالى عليه:
الموت في كل حين ينشر الكفنا
ونحن في غفلة عما يداوينا
لاتطمئن إلى الدنيا وبهجتها
وان توشحت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران مافعلوا
أين الذين هموا كانوا لنا سكنا
سقاهم الموت كأسا غير صافية
فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا
وقيل:النذير الحمى.ومنه قوله صلى الله عليه وسلم "الحمى نذير الموت"أي رائد الموت...قال الأزهري:معناه أن الحمى رسول الموت,أي:كأنها تشعر بقدومه وتنذر بمجيئه.واخبر أبو صخر عن محمدبن كعب القرظيقال:إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملك الموت فقال:السلام عليك ياولي الله,الله يقرئك السلام ثم نزع بهذه الآية:(الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم).
وقال ابن مسعود:إذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال:ربك يقرئك السلام.وعن البراء بن عازب في قوله:(تحيتهم يوم يلقونه سلام)فيسلم ملك الموت عليه عند قبض روحه,لايقبض روحه حتى يسلم عليه.وروى جعفر بن محمد عن أبيه قال:نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال له النبي:"أرفق بصاحبي فإنه مؤمن ,فقال ملك الموت عليه السلام :يامحمد طب نفسا وقر عينا فإني بكل مؤمن رفيق,واعلم أن ما من أهل بيت مدر ولاشعر في براو بحر,إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات حتى لانا اعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم لأنفسهم,والله يامحمد لو أني أردت أن اقبض روح بعوضه ماقدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها".
قال جعفر بن محمد:بلغني انه يتصفحهم عند مواقيت الصلاة ذكره المارودي قال الشيخ القرطبي رحمه الله :وفي هذا الخبر مايدل على أن ملك الموت هو الموكل بقبض كل ذي روح,وان تصرفه كله بأمر الله عز وجل وبخلقه واختراعه.
وذكر الترمذي الحكيم أبو عبد الله حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كان ملك الموت عليه السلام يأتي الناس عيانا حتى أتى موسى عليه السلام فلطمه ففقأ عينه"الحديث بمعناه.وفي آخره "فكان يأتي الناس بعد ذلك في خفيه"
قال العلماء:الموت ليس بعدم محض ,ولإفناء صرف إنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته والحيلولة بينهما ,وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار,وهو من أعظم المصائب,وقد سماه الله تعالى مصيبة ,في قوله(فأصابتكم مصيبة الموت) فالموت هو المصيبة العظمى قال علماؤنا ,وأعظم منه الغفلة عنه,والإعراض عن ذكره,وقلة التفكير فيه,وترك العمل له,وان فيه وحده لعبرة لمن اعتبر وفكرة لمن تفكر,وفي خبر يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم "لو أن البهائم تعلم من الموت ماتعلمون ما أكلتم منها سمينا"
وروي البزار عن جابر بن عبد الله قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لاتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد,وان من السعادة أن يطول عمر العبد حتى يرزقه الله الانابه".
اللهم ارزقنا وأهلنا والمسلمين حسن الخاتمة وذكرنا الشهادة
اللهم امين