Gym_5068
| موضوع: مقال نقدى عن فيلم ( اشارة مرور ) الخميس 09 أكتوبر 2008, 11:35 pm | |
| السلااااااااام عليكم
(إشارة مرور ـ 1995).. فيلم جميل وجريء، يقدمه لنا المخرج المتميز خيري بشارة، ليؤكد به من جديد عشقه للجديد والمختلف دوماً. فهو في مرحلته الفنية الأخرى، والتي بدأها بفيلم (كابوريا)، يقدم أفكاراً بسيطة بشخصيات عادية يلتقطها من الشارع، ليصيغ من حولها حكايات جميلة وشاعرية عميقة. وقبل الحديث عن فيلم (إشارة مرور) ، سنتحدث بشكل موجز عن المخرج خيري بشارة وعن تجربته السينمائية المتميزة بشكل موجز وسريع . فقد كان خيري من بين الأسماء اللامعة في سماء السينما التسجيلية في سنوات السبعينات . بدأ تجربته السينمائية الروائية بمجموعة من الأفلام تندرج تحت تصنيف الواقعية ، والتي أطلق عليها فيما بعد مصطلح (السينما المصرية الجديد) .. مثل (الأقدار الدامية ـ 1980) ، (العوامة 70 ـ 1982) ، (الطوق والإسورة ـ 1986)، (يوم مر .. يوم حلو ـ 1988). وفي عام 1989 بدأ خيري بشارة مرحلة فنية جديدة بفيلمه (كابوريا) ، حيث تمرد على الواقعية الجديدة التي قدمها في السابق ، وقدم كوميديا غنائية تسخر من تناقضات الواقع الإجتماعي . فبعد أفلامه الأربعة السابقة الذكر والتي صبغها بألوان واقعية شاعرية تميل الى السواد ، قفز بشارة ـ وبلا مقدمات ـ الى عالم الفانتازيا الساخرة بفيلم (كابوريا) . وهو الفيلم الذي إستقبله نقاد السينما في مصر بفتور وأحياناً بعداوة .. .. بينما أقبل عليه الجمهور المصري بحماس شديد ، فحقق إيرادات مرتفعة لم تسجلها سوى أفلام قليلة ، من بينها أفلام النجم عادل إمام . لقد أثار فيلم (كابوريا) عاصفة نقدية ، حيث لم يكن هذا الفيلم مختلفاً في الأسلوب عن سابقه من أفلام خيري بشارة فحسب ، وإنما كان ضعيفاً في بعضه أيضاً .. هذا إضافة الى أن النقاد والمهتمين بأفلام هذا المخرج الفذ لم يتقبلوا هذا التحول الفني الخطير بسهولة . إلا أن خيري بشارة لم يكترث لكل ذلك ، وإستمر فيلماً بعد فيلم يؤسس لمرحلته الجديدة هذه . وفي مرحلته الفنية الجديدة ، قدم خيري بشارة بعد (كابوريا) أفلام : رغبة متوحشة (1991) ، آيس كريم في جليم (1992) ، أمريكا شيكا بيكا (1993) ، حرب الفراولة (1994) ، قشر البندق (1995) ، ومن ثم قدم آخر أفلامه إشارة مرور (1995) ، الذي نحن بصدد تناوله في موضوعنا هذا.
وفي فيلمه (إشارة مرور) ، يأخذنا خيري بشارة في رحلة ممتعة ، وفي يوم غير عادي ، الى مدينة القاهرة الصاخبة والمزدحمة .. وفي موقع إحدى إشارات المرور الكثيرة التي تمتليء بها هذه المدينة الكبيرة. والمناسبة: هي مرور موكب رسمي في أحد الشوارع الرئيسية . وحادث مرور عند إشارة المرور في الطريق الفرعي المحاذي والذي من المفترض أن يكون إحتياطياً للشارع الرئيسي .. عند إشارة المرور هذه ، تتوقف حركة المرور تماماً ، وتبدأ الحكايات .. أنماط مختلفة من البشر تتجمع في وسط الزحمة ، كل له حكايته . حيث ينجح المؤلف في إنتقاء شخصياته بدقة وعناية ، ليصيغ حولها حكايات ، منها المضحك الساخر ، ومنها المأساوي الميلودرامي. فهناك سوسو أو سمية (ليلى علوي) الممرضة الباحثة عن الشهرة من خلال هوايتها للغناء . وهناك أيضاً ريعو (محمد فؤاد) كبير المشجعين وعامل البناء الذي يبحث عن والد خطيبته شرطي المرور ، فيقع في حب سوسو الممرضة ويتفقان على الزواج . وكذلك الموسيقي الشاب نبيل (عماد رشاد) الذي يعاني حادث غريب تعرض له في صباح نفس اليوم . أما المدرس زكريا (سمير العصفوري) الذي حملت زوجته نعمات (إنعام سالوسة) بعد خمسة وعشرون سنة زواج . فيكاد أن يصاب بالجنون لمجرد إحساسه بأنه سيفقد إبنه الوحيد . وحكاية رجل الأعمال علي ظاظا (عزت أبو عوف) ، المتجه الى المطار لإنهاء صفقة رابحة والذي على علاقة عاطفية بسكرتيرته وزوجته على علم بذلك ومصرة على الفوز به . وضابط المرور (سامي العدل) الذي يكتب الشعر ولا يملك سيارة خاصة ، والذي يريد أن يخلي الشارع بأسرع ما يمكن تفادياً لأي إرتباك في حركة المرور في الشارع الرئيسي . وكذلك المراهق المهووس بحبيبته ، والذي يخجل من البوح بمشاعره . وعندما تواجهه وتطلب منه الكف عن ملاحقتها ، يصارحها بحبه ومعرفة مشاعرها تجاهه ، حيث يخرجان مع بعض ويطلب منها مسك يدها بشكل صريح ، ويتزوجان في النهاية . أما بائع الآيس كريم (محمد لطفي) الذي يتورط مع عصابة إرهابية في محاولة تفجير الموكب الرسمي ، فتكون نهايته في فتحة المجاري حيث يموت ، والقنبلة تنفجر في يد طفلة بريئة . والكثير من الحكايات والشخصيات التي صاغها السيناريو لتعطي للفيلم مذاق خاص.
وكما في فيلمه السابق ، يقدم خيري بشارة أسلوب السهل الممتنع .. ويبتعد كثيراً عن الحكاية التقليدية ، مع أنه يقدم فكرة بسيطة ، مع حادث ومواقف يومية يمكن أن تحدث كل يوم . يعتمد أيضاً على إمكانيات من معه من فنانين وفنيين لتقديم أفضل ما عندهم ، في عمل سريع وخفيف . فنرى أولاً السيناريو الذكي ذو الحوار اللماح العميق . حيث أن ما جعل الفيلم أكثر حيوية ، تلك الحكايات والحالات والشخصيات التي صاغها السيناريو ، في نطاق زمن قصير لا يتعدى الأربع والعشرون ساعة ، حيث يتشكل مجتمع صغير ، يتكون من إنماط مختلفة من البشر .. يتعايشون مع بعض ، لتظهر كافة التناقضات .. من جراء تلك الحكايات المتداخلة في نسيج درامي واحد. ففي حكاية الموسيقي الشاب نبيل (عماد رشاد) ، ذلك المصاب بالدهشة والمهانة في نفس الوقت من جراء حادث غريب تعرض له في الصباح .. حيث يتلقى صفعة قوية من الخلف من أحد المارة في الشارع . ولا يجد أي تفسير منطقي لماحدث . شخص لا يعرفه وبدون أي سبب .. ( ... عمري لا شفته ولا شافني .. مفيش بيني وبينه أي حاجة .. راكب عجل .. ضربني على قفايا وجري .. كأنه معملش أي حاجة .. ده حتى ما بصش وراه ) . نراه يحكي لحبيبته نور في حوار مشحون بالحزن والألم ، لعلها تساعده في تجاوز ما هو فيه . فهو يعيش إحساس فظيع بالمهانة ، خصوصاً أنه لم يستطع عمل أي شيء ، مما زاد إحساسة بالتفاهة . ومن خلال حديثه مع حبيبته نور نكتشف مدى شفافية هذا الإنسان ، ومدى تأثره المباشر بحادث بسيط يحدث في مجتمع متخلف كل يوم. ونتابع أيضاً تلك العلاقة السريعة التي تكونت بين ريعو وسوسو . فبالرغم من سرعة تكونها لدرجة أن تصل الى الزواج ، إلا أن التفاصيل الصغيرة والكثيرة التي أحاطت بالشخصيتين ، قد جعلت منها علاقة طبيعية منطقية . ثم أن المتفرج يصدق كلا الشخصيتين بسبب ذلك الحوار الأخاذ الذي يأتي على لسانهما ويضيف عليهما تلك المصداقية. أما ذلك المدرس الغلبان زكريا الذي ينتابه شعور باليأس نتيجة تعطله في زحمة الحادث ، حيث كان متجهاً الى مستشفى الولادة مع زوجته الحامل . فقد بدأ يهذي ويكاد يفقد عقله ، خصوصاً بأن هذا المولود إنتظره العمر كله وبعد خمس وعشرون عاماً من الزواج ، ولا يمكن أن يتصور بأنه سيفقده . ثم كيف نجح السيناريو في تصوير علاقته بزوجته بشاعرية نادرة ، وأيضاً كان للحوار دوراً في ذلك. وهذه أمثلة فقط ، حيث لا يسعنا الحديث للحصر .. إنما هذه الحالات والحكايات التي جسدها السيناريو ، لم تكن تصل بالشكل المطلوب لولا وجود صورة ناعمة سلسلة ومعبرة ، ومونتاج متناغم ومتناسب ، إضافة الى الموسيقى التصويرية المعبرة عن أحاسيس تلك الشخصيات . جميعها عناصر ساهمت في وصول الفيلم الى هذا المستوى الجيد ، تحت قيادة مايسترو فنان هو المخرج خيري بشارة.
منقووووووول من موقع سينماتك
عدل سابقا من قبل Gym_5068 في الخميس 25 ديسمبر 2008, 5:13 pm عدل 1 مرات | |
|
oso
حبيبي يا حبيبي
المساهمات : 2118 معدل النشاط : 31862 سجل في : 19/06/2007
| موضوع: رد: مقال نقدى عن فيلم ( اشارة مرور ) الإثنين 13 أكتوبر 2008, 11:07 pm | |
| | |
|
فؤاديه
مشرف حبيبي يا
المساهمات : 3059 معدل النشاط : 31873 سجل في : 18/06/2007
| موضوع: رد: مقال نقدى عن فيلم ( اشارة مرور ) الأحد 19 أكتوبر 2008, 2:37 pm | |
| | |
|
T.I.T.O
| موضوع: رد: مقال نقدى عن فيلم ( اشارة مرور ) الإثنين 29 يونيو 2009, 3:19 pm | |
| جااااااامد يا محمد استمررررررررررر | |
|